الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك logo إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة)
shape
فتاوى في التوحيد
38846 مشاهدة print word pdf
line-top
ما هي حقيقة التوكل؟

س4: ما هي حقيقة التوكل على الله -تعالى- ؟
الجواب: التوكيل لغة: إنابة الإنسان غيره فيما يعجز عنه. يقال: توكل بالأمر، إذا ضمن لك القيام به. والتوكل في الشرع: تفويض الأمور إلى الله -تعالى- والاعتماد بالقلب عليه، والرضا به حسيبا ووكيلا. وهو من العبادات القلبية التي يكثر الأمر بها ومدح أهلها، كقوله -تعالى- فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وقوله: فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ وقوله: فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا وقوله: وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ أي: يعتمدون عليه بقلوبهم مفوضين أمورهم إليه وحده، فلا يرجون سواه ولا يقصدون غيره، ولا يرغبون إلا إليه، فالله حسبهم، أي: كافيهم. كما قال -تعالى- وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ .
والتوكل لا ينافي فعل الأسباب، قال -تعالى- فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وقال: وَاتَّقُوا اللَّهَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ فأمر بالعبادة والتقوى التي هي فعل الأسباب وتوقي المكروهات، وقد قال -صلى الله عليه وسلم- لو أنكم توكلون على الله حق توكله، لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصا وتروح بطانا أي: تفعل الأسباب وتتقلب في طلب المعاش.
فالمتوكل على الله هو المؤمن الذي يفعل أسباب السعادة في الدنيا والآخرة، ويطلب الرزق ويحترف بنفسه، مع اعترافه بأن ربه -تعالى- هو مسبب الأسباب، فلو شاء لما أثمرت الأشجار، ولا ربح التجار، ولا عاشت المواشي، ولا وجدت الحرف، فإذا فعلها العبد ووثق بربه رزقه من حيث لا يحتسب.
وقد رأى عمر قوما جلوسا في المسجد، وقالوا: نحن المتوكلون، فأمرهم بالاحتراف وقال: بل أنتم المتأكلون. فلا يجعل العبد توكله عجزا، ولا عجزه توكلا.

line-bottom